يعرض حاليا بالمعهد الفرنسي بالجديدة، الفنان عبد الودود وشان آخر إنجازاته التشكيلية تحت عنوان " علامات ورموز" حيث تم تدشين المعرض عشية يوم الخميس 12 مارس المنصرم في جو دافئ وحميمي .. بحضور مديرة المعهد وعدد من الوجوه الثقافية والفنية والإعلامية المحلية..ومنالمقرر أن يستمر المعرض مفتوحا في وجه الزوار وعشاق اللون والضوء إلى غاية 31 مارس 2015 الجاري.
في بداية الحفل تناولت الكلمة السيدة إليزابيت مديرة المعهد المضيف، مرحبة بضيوف المعرض وخصوصا بالذي جمعهم فيهالفنان عبد الودود مبديةإعجابها بلوحاته التي بدت في رأيها بساطا مشرعا على عدة ألوان وأشكال، بما فيها الفراغ الدي اشتغل عليه الفنان وشان داخل اللوحة، مما منح لهذه الأخيرة إيحاءات جمالية تجعل المتلقي مشاركا فيها باستنباط علاماتها أو رموزها عبر عدة مراحل وليس مرة أو دفعة واحدة .. لهذا دعت السيدة المديرة إلى مشاهدة وإعادة مشاهدة لوحات عبد الودود وشان عدة مرات للتواصل معه ومع إبداعاته.وبفرنسية لبقة ومركزة شكر الفان عبد الودود ضيوفه وعلى رأسهم مديرة المركز معتبرا عرض لوحاته في هذا الفضاء شرف له ومبعث بريستيج " فني وثقافي وإنساني" متمنيا أن يتكرر.
عبر لقطة بانوراميةلمعرض عبد الودود وشان، تحاصرك بالفعل تشكيلة من العلامات والرموز تبدو مرة بمثابة أطياف متحركة في فضاءات فارغة وما هي بفارغة .. كالصحراء . .أو سحبعائمة..أو مياهمنثورة... ومرة تلوح كأجساد نسوية سابحة في الفضاء لا تدثرها سوى شعورهن والتي تبدو هي نفسها أحيانا ضفائر طائرة .. وأحيانا ذوائب أشجار تعانق غيوما بالكاد تبدومعالمها..وأحيانا أهداب خيول تحلق نواصيها أو حوافر أفراس جامحة تعبر أنهارا بلا مياه، تنتهي عند مصب نهر أم الربيع حيــث ترابــط للا عائشة البحرية في انتظار زوج لم يكتب بعد، أو حبيب لم يترجل من سفينة جاثمة في ذات المصب ثلثها مغروس في الرمل ..ثلثها الثاني في الماء .. وما تبقى من صواري وأعمده ورافعات أشرعة مندثرة، يحلق غير بعيد عنضريح جد هذا الفنان الهادئ، الولي الصالح سيدي وعدود.
فكل هذه العلامات والرموز الزمورية .. الخيالية كما الواقعية .. الجغرافيةكما الروحانية... تجد علاماتها ورموزها في لوحات عبد الودود وشان، حيث تشعر وأنت تتأملها في صمت وهدوء مبدعها،والذي كلما طلبت رأيه في أمر ذي خصوصية مقدسة أو عميقة يجيبك: "ولا إلاه إلا الله" فتعاين باللون والضوء والظل عمق وحمولة وادي أم الربيع الحامل بين طياته العديد من النظرات/اللوحات العميقة، إذا أردت استكناه رموزها ومقاربة دلالاتها، ما عليك إلا أن تذهب لمشاهدة معرضه هذا إن لم تفعل بعد .. وإن فعلت، عليك بالعودة إليه مرة أو مرات أخرى حتى متم هذا الشهر بالمعهد الفرنسي بالجديدة، من أجل استكناه أعمق .. وتواصل أكبر.
تعليقات:
